المرأة في عالم ريادة الأعمال

تعد ريادة الأعمال عنصرا أساسيا لتنمية الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والابتكارية لأي بلد حيث توفر فرصا مثرية لجميع من يود تطوير وإنشاء أسواق جديدة من خلال منتجات وخدمات مبتكرة.

في السنوات الماضية، ازداد الحضور النسائي في مشهد ريادة الأعمال محليا وعالميا، وفي هذه التدوينة سأسرد لكم تجربتي كرائدة أعمال عبر إلقاء الضوء على أهمية هذا القطاع لنا كنساء. كما سأشارككم فرص وتحديات منظومة ريادة الأعمال بالإضافة إلى بعض الدروس التي قد تهم رائدات الأعمال الطموحات.

حين تصبح المرأة رائدة أعمال:

للمرأة دور ريادي بكل المناصب التي تشغلها وبكل الأدوار التي تؤديها برغم تعدد المهام وتنوعها. فهي قد تكون الأم والزوجة والقائدة ورائدة الأعمال ومديرة الشركة في آن واحد مما يجعل بصمتها مميزة بكل مجال وبالأخص القطاع الريادي الذي يمنحها مساحة مناسبة لتحقيق أهدافها المختلفة. فلكل رائدة أعمال تعريفها الخاص للنجاح، فعلى سبيل المثال قد يُبنى تعريف إحدى سيدات الأعمال على عنصر الاستقلال المادي بينما تختار أخرى مسار العمل الحر لتحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة الشخصية. فمن خلال عالم ريادة الأعمال نستطيع الحصول على نتائج ملموسة كالعوائد الاقتصادية وأخرى غير ملموسة كتحقيق الطموحات.

منظومة ريادة الأعمال:

من خلال رحلتي الطويلة في ريادة الأعمال، أدرك الآن أكثر من أي وقت مضى بأنها رحلة مستمرة من التعلم والتطور نمر بها بالعديد من المحطات التي تحمل معها تحديات وفرص، فبجانب تحديات القطاع الريادي، تواجه رائدات الأعمال عقبات أخرى مثل المسارات التقليدية المتوقعة للمرأة بالإضافة إلى بعض الأبعاد الاجتماعية التي لا تمنحهن المساحة الكافية لتحقيق إمكاناتهن الكاملة.

نشهد اليوم تقدما هاما في عالم ريادة الأعمال ولكنه لا يزال الطريق طويلا نحو إيجاد حلول مستدامة لتحديات المرأة التي بدونها سنفقد قوة دافعة كبيرة تسهم في نمو القطاع وازدهاره.

نحتاج للعمل معا نحو تمكين المرأة الريادية عبر مبادرات وبرامج ممكنة وسياسات داعمة تعزز دورها المثري.

أهم الدروس لرائدات الأعمال الطموحات
  • الثقة بالنفس:
    المسار الريادي بعيد كل البعد عن الروتين التقليدي لأي وظيفة أخرى، سيتطلب بذل جهد إضافي في كل خطوة من خطوات الرحلة لذا تعتبر الثقة بالنفس أحد أهم عناصر النجاح بهذه الرحلة. ثقِ بقدراتك ووجهي تركيزك على نقاط قوتك.
  • مجتمع داعم :
    لبناء شبكة داعمة لرحلتك الريادية فوائد عديدة تعينك على الاستمرار وتشاركك التحديات وتستوعب فرص القطاع وتمدك بأفكار ووجهات نظر مبتكرة لتطوير الأعمال والشراكات.
  • التعلم من النجاح.. والفشل:
    نحن بحاجة إلى تذكير أنفسنا باستمرار بأن الفشل لا يجعلنا أشخاصا فاشلين، بل على العكس تماما، فإن الفشل هو مجرد خطوة أخرى تقربنا من الأهداف والأحلام. فالتعلم مدى الحياة يُعد مهارة أساسية للتميز والنجاح. يوميا، نحن أمام دروس هائلة، لذا انتبهي إلى تفاصيل انتصاراتك وتحدياتك ستجدين العبر في كل مكان.
  • ندعم بعضنا البعض:
    بمعظم مجالات الأعمال، قد نخسر مساهمات النساء الموهوبات لعدم حصولهن على المهارات والأدوات التي تتيح لهن الدخول إلى عالم ريادة الأعمال. لذا يجب أن نتعاون معا لمواصلة دعم وتمكين النساء من خلال تبادل المعرفة والتحفيز والتوجيه. ورغم أن هذا قد يكون بسيطاً، لكنه سيشكل أهمية أساسية في تشجيع النساء على تجربة طريق ريادة الأعمال وتحقيق أهدافهن.

رائدات الأعمال يصنعن التغيير المنشود ويحولن التحديات لفرص تُعطي حياتهن بعدا أجمل. وكلما التقيت بصاحبات مشاريع ريادية كلما آمنت بأهمية هذا القطاع لنا. لذا، يكمن واجبنا المجتمعي في التركيز على إيجاد المزيد من الحلول التي تدعم مسار المرأة في منظومة ريادة الأعمال عبر الحوافز والسياسات أو المبادرات.